لا يمكن لتركيا أن تبني مستقبلها دون الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية-قادة "اتحاد معارضي الإبادة الجماعية" المتمركزة بفرانكفورت-

يريفان في 22 أبريل/أرمنبريس: أعرب سيلاي إرتيم وإران غوندوز، ممثل قيادة "اتحاد معارضي الإبادة الجماعية" في فرانكفورت، عن ثقةهما بأنه إذا لم تواجه تركيا تاريخها، ولم تعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية ولم تقدم التعويضات عنها، فإنها لن تتقدم كدولة في المستقبل ولن تكون قادرة على تشكيل مستقبل ديمقراطي. وأعرب سيلاي إرتيم، وهو تركي الجنسية، وإران غوندوز، وهو كردي، عن هذا الرأي خلال مؤتمر صحفي بعنوان "لا يمكن لتركيا أن يكون لها مستقبل إلا إذا اعترفت بالإبادة الجماعية وقدمت التعويضات".
في بداية المؤتمر الصحفي، أشار أستاذ قسم التاريخ الأرمني في جامعة يريفان الحكومية، دكتور العلوم التاريخية، وباحث الإبادة الجماعية أشوت خيروني، إلى أن "اتحاد معارضي الإبادة الجماعية" الذي يعمل في فرانكفورت يقوم بأنشطة خطيرة ومهمة للغاية. منذ تأسيس الاتحاد عام 1998، اعتبر الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية وتعويض ضحاياها من قبل الإدارة الحكومية التركية إحدى مهامه الرئيسية وأضاف خيروني أن: "الاتحاد يقوم بكل هذا بإيثار وتفان كبيرين" وأشار إران جوندوز، ممثل قيادة الاتحاد، إلى أنه عضو في الاتحاد منذ عام 2000 ويتواجد في أرمينيا للمرة الرابعة: "هذه المرة أتيت إلى أرمينيا بمشاعر أثقل بكثير، وذلك بسبب الأحداث التي وقعت مع شعب ناغورنو كاراباغ نتيجة تصرفات أذربيجان وتركيا" وقال جوندوز: "أنا كردي علوي، هاجرت إلى ألمانيا، ولكنني أعتبر من واجبي ضمان الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية وإدانتها"، مشيراً إلى أن الشعبين الأرمني والكردي متساويان إلى حد ما، حيث تعرضا للاضطهاد المستمر من قبل تركيا، والذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا وأضاف أنه بصفته عضواً في "اتحاد معارضي الإبادة الجماعية" ومقره فرانكفورت، فإنه يرى هذا العنف المستمر من قبل تركيا وغالباً ما يسأل نفسه من أين يأتي هذا العنف التركي: "ونتيجة لتحليلات مختلفة، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن مصدر هذا العنف هو إنكار الإبادة الجماعية الأرمنية وغيرهم من الأمم، والفشل في مواجهة الإبادة الجماعية التي ارتكبوها" وبحسب إران غوندوز فإن هدف المنظمة هو إعلام المجتمع التركي وبالتالي المساهمة في القضاء على الإنكار وأكد غوندوز أنه: "إذا لم تواجه تركيا تاريخها فلن تحقق أي تقدم، ولن يكون لها مستقبل أيضاً". وأكد سيلاي إرتيم، ممثل قيادة "اتحاد معارضي الإبادة الجماعية"، أنه منذ تأسيس المنظمة، كانت مهمتهم الأكثر أهمية هي المشاركة مع الشعب الأرمني في الاحتفالات المخصصة ليوم ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية كل عام في 24 أبريل: "الإبادة الجماعية للأرمن هي الجزء الأكثر محورية في تاريخ تركيا، وإذا لم نواجهها ونرى ما حدث بالفعل، فلن تتمكن تركيا من المضي قدماً. ولا يمكن لتركيا بناء الديمقراطية أيضاً. سنذهب إلى تسيتسيرناكابيرد في 24 أبريل لتكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن. دعونا نأمل أن يتم إحياء ذكرى ذلك اليوم يوماً ما في تركيا أيضاً" وقال سيلاي إرتيم: "لقد مر 110 عاماً على الإبادة الجماعية، ولكن للأسف، لم تتخذ تركيا أي خطوات نحو الاعتراف بهذه الجريمة".
وشارك في المؤتمر الصحفي أيضاً غوكاس بابيان، وهو أرمني من منطقة هامشين غادر تركيا منذ سنوات. وأشار إلى أنه كان قد فات الأوان بالنسبة له لاكتشاف هويته وإدراك أنه من أصل أرمني، وقال إنه سُجن في تركيا لمدة 10 سنوات أيضاً لأنه أرمني الجنسية. وأشار غوكاس بابيان إلى أنه بعد إطلاق سراحه من السجن، تمكن من مغادرة تركيا والاستقرار في سويسرا: :هناك ازدواجية اجتماعية بين أرمن هامشين" قال بابيان وأضاف: "بعضهم يدرك هويته، ويتحدث الأرمنية ويسعى جاهداً للحفاظ عليها، بينما يحاول آخرون، على العكس من ذلك، إخفاء هويتهم الأرمنية". خلال المؤتمر الصحفي، تطرق سيلاي إرتيم وإران غوندوز إلى مسألة ما الذي قد يُجبر تركيا على الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية، وما إذا كان المجتمع التركي مستعداً للاعتراف بها" وأكدا: "المجتمع التركي مستعد للاعتراف، ولكن من الضروري توعية الناس، لأن غالبية الشعب التركي ببساطة تجهل الأحداث التاريخية الحقيقية" وأضاف: "أما بالنسبة لاعتراف الدولة التركية، فيجب أن يُطبّق القانون الدولي هنا لإجبار أنقرة والسلطات الحالية على مواجهة الحقيقة والاعتراف بالإبادة الجماعية".