النائب الأرمنية المنتخبة حديثاً في البرلمان السوري ماريا كابرييليان تتوقع تفعيل العلاقات مع أرمينيا في مقابلة مع أرمنبريس

يريفان في 26 يوليو/أرمنبريس: تأمل الأرمنية ماريا كابرييليان التي أصبحت عضواً في البرلمان نتيجة الانتخابات البرلمانية في سوريا، أن يعطي انتخابها دفعة جديدة للعلاقات البرلمانية الأرمنية-السورية، مما يزيد من تنشيط العلاقة بين البلدين وتبين أنه سيكون من الممكن المساهمة في توفير علاقات برلمانية جيدة ووثيقة بشكل مستمر بين البلدين من خلال تطوير برامج التعاون المتبادل بين برلماني سوريا وأرمينيا وأعربت العضوة المنتخبة حديثاً عن هذا الرأي في مقابلة مع "أرمنبريس"، مشيرة إلى إمكانيات تفعيل العلاقات البرلمانية بين سوريا وأرمينيا والمشاريع التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المجتمع الأرمني في سوريا وقضايا أخرى.
- عزيزتي ماريا كابرييليان، وفقاً لنتائج الانتخابات البرلمانية السورية التي أجريت قبل أيام قليلة، أصبحت العضو الأرمني الوحيد في البرلمان. في رأيك هل يمكن أن يكون انتخابك قوة دافعة جديدة لتطوير وتعميق العلاقات البرلمانية الأرمنية السورية، مع الأخذ بعين الاعتبار أصلك الأرمني؟
-على الرغم من أنني لا أشك في أنه حتى بدون نائب أرمني، فإن برلمان سوريا يبدي اهتماماً به العلاقات البرلمانية الأرمنية السورية فيما يتعلق بتطور العلاقات، ومع ذلك، فمن الطبيعي أن يلعب وجود النائب الأرمني دوراً أكثر تأثيراً من حيث مواصلة تنشيط وتعميق تلك العلاقات. مع الأخذ في الاعتبار أن العلاقات الأرمنية العربية تمتد إلى قرون وأن العلاقات الأرمينية السورية مرتبطة ببعضها البعض بحقائق تاريخية مهمة، فأنا أعتبر أنه من المهم للغاية العمل على تعميق هذه العلاقات القائمة بالفعل.
- كيف تقيمون المستوى الحالي للعلاقات بين أرمينيا وسوريا وخاصة على المستوى البرلماني الدولي.
- على طول المسار الذي سلكته لوسي إسكينيان وجيراير رايسيان تم تنفيذ عمل مرحب به في اتجاه زيادة تنشيط العلاقات القائمة بين البلدين. وخارج البرلمان أعتقد أن البلدين لديهما الكثير من القواسم المشتركة وسيكون من المفيد تطوير علاقات أوثق. في هذا الصدد يمكن أن يكون تنشيط مجلس رجال الأعمال الأرمن والسوريين مفيدًا للغاية.
- في ظل ظروف انتخابك هل يمكننا أن نتوقع علاقات برلمانية أرمنية سورية أوثق وأكثر نشاطاً؟
- بالتأكيد... هناك العديد من الشعوب أو الأمم في العالم ليس لها وطن، نحن الأرمن السوريون محظوظون جداً في هذا الصدد، لأن لدينا وطنان: سوريا وأرمينيا. يصعب على كثير من الناس أن يفهموا كيف يمكن للإنسان أن يكون له وطنان وكيف لا يصنّف أحدهما أعلى من الآخر ولا يحب أحدهما أكثر من الآخر ولا يكرس حياته أكثر لأحدهما. لا ألوم لأنه من الصعب أن نفهم ما هو المقصود بالدفء واللطف والضيافة السورية وما معنى خلق جوهر بالقيم الأرمنية. ومع ذلك من الممكن الشرح بمثال بسيط للغاية والسؤال عما إذا كان من الممكن أن نفرق بين الأب والأم، هل من الممكن ألا نفهم أن كلاهما محبوبان بنفس القدر، ونحن مخلصان لكليهما بنفس القدر ونعبر عن ذلك نفس الاستعداد لرفاهية كليهما.إلى جانب كونها بلد المواطنة، فإن سوريا هي أكثر بكثير بالنسبة لنا ويجب على المرء أن يكون قد عاش في سوريا ويعرف السوريين حتى يتمكن من فهم كل هذا. وعندما نتعرف على سوريا فبالتأكيد ستجدون بأننا لا نبالغ.
- عزيزتي ماريا، كونك ممثلة للمجتمع الأرمني السوري ما هي الأهمية التي سيحملها انتخابك بالنسبة للمجتمع الأرمني السوري؟
- أي شيء يهدف إلى تحسين مستويات معيشة المجتمع الأرمني وبطبيعة الحال إلى جانب تنفيذ المشاريع الحالية المتعلقة بالمجتمع الأرمني، هناك عدد معين من المشاريع التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة ليس فقط للمجتمع الأرمني، ولكن أيضاً للمواطنين الآخرين. أنا مهتمة بشكل خاص بالأنظمة التعليمية والقضائية، عندما تمتلك أجيالنا عقلاً سليماً وحكماً عادلاً ويكونون مسلحين بالوعي الأمثل للمحافظة على منظومة القيم الوطنية ونقلها من جيل إلى جيل فإن الاهتمام بتنفيذ مشاريع أخرى لرفع مستوى المعيشة يختفي. ولذلك فإن مشاريع إعداد الإنسان وتكوين الإنسان كفرد له أهمية قصوى، لأن الحرب أحدثت دماراً كبيراً في هذا الاتجاه ودمرت المبادئ الإنسانية وحطّت قيمة التفاهمات الأخلاقية النبيلة وشوّهت الأيديولوجيات الوطنية وينبغي إعطاء الأولوية لاستعادة كل هذا.
- كلنا نعرف ما هي الأوقات الصعبة التي مرت بها سوريا منذ عام 2011  ولم تتمكن سوريا بعد من التعافي بشكل كامل من الدمار والحرب، وفي هذا السياق واجه المجتمع الأرمني أيضاً مواقف صعبة وتهديدات للحياة. بالحديث عن الفترة الحالية كيف تصفين الحياة الحالية ومستوى المعيشة للمجتمع الأرمني السوري؟
- نعم لقد وصفت الوضع بشكل صحيح للغاية. اليو  المستوى الأمني ​​مستقر نسبياً وهناك ضمانات أمنية، لكن الوضع لم يعد إلى طبيعته بشكل كامل. علاوة على ذلك هناك صعوبات اقتصادية وخدمية كبيرة. التضخم الذي لا يطاق والغياب شبه الكامل للكهرباء يعطل الجهود المبذولة لضمان حياة كريمة. المجتمع الأرمني في سوريا هو جزء لا يتجزأ من مواطني البلاد وبالتالي فإن وضع المجتمع الأرمني يشبه وضع المواطنين الآخرين في البلاد. ومع ذلك هناك في هذه الأيام بوادر أمل في المجالين السياسي والعام وينبغي للإصلاحات التي سيتم تسجيلها في هذه المجالات، بطبيعة الحال أن يكون لها تأثير إيجابي على المجال الاقتصادي، الذي ينبغي أن يحفّذ مع انتعاشه مجال الخدمات أيضاً ويسبّب في تنشيطها والمساهمة في رفع المستوى المعيشي للمواطن. وستقدم الأيام القادمة صورة أوضح في هذا الاتجاه.
- عزيزتي ماريا، هل تخططين لزيارة أرمينيا في المستقبل القريب كعضو في البرلمان السوري
- ولماذا، ليوفّق الرب في ذلك من خلال تطوير برامج التعاون المشترك بين برلمانات سوريا وأرمينيا وسيكون من الممكن المساهمة في الحفاظ المستمر على العلاقات البرلمانية الجيدة والوثيقة بين البلدين.
المقابلة لدافيت ماميان