التوقيت في يريفان 11:07,   5 مايو 2024

إرهاب الأرمن هو جوهر القومية التركية-الاعتراف والإدانة هو السبيل الوحيد لمنع الإبادات-رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان-

إرهاب الأرمن هو جوهر القومية التركية-الاعتراف والإدانة هو السبيل الوحيد لمنع الإبادات-رئيس وزراء 
أرمينيا نيكول باشينيان-
يريفان في 24 أبريل/أرمنبريس: وجّه رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان رسالة بمناسبة الذكرى الـ 106 للإبادة الجماعية الأرمنية، حسبما صرّح به مكتب رئاسة الوزراء الأرميني لأرمنبريس.

نص الرسالة:
"أيها المواطنون الأعزاء ،
كما هو الحال منذ عقود عديدة فإننا اليوم نحيي ذكرى الضحايا الأبرياء للإبادة الجماعية الأرمنية، نحترم ال 1.5 مليون شهيد سقطوا ضحية السياسات الإجرامية للإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
قبل 106 عام ارتكبت أول إبادة جماعية في القرن العشرين على يد حكومة تركيا الفتاة في الإمبراطورية العثمانية. ما حدث في تلك الأيام وصفته الدول العظمى بأنه جريمة ضد الإنسانية والحضارة الإنسانية.
ستمر آلاف السنين لكننا، نحن الأرمن، سنواصل إحياء ذكرى الإبادة الجماعية لن ندع العالم ينسى أنه في 24 أبريل 1915 تم إلقاء القبض على النخبة الأرمنية وحكم عليهم بالإعدام في الإمبراطورية العثمانية. تم قطع رؤوس كبار المثقفين ورجال الدين والنخبة الثقافية بضربة واحدة.
حُرم الأرمن من حقهم المشروع في العيش في مهدهم التاريخي تعرضوا لمجازر وطردوا من وطنهم تكبدوا خسائر غير مسبوقة، الضرر الذي لحق بالتراث الثقافي والديني لشعبنا يتجاوز أي تقدير.
حرم اليونانيون البندوس والآشوريون واليزيديون معنا من وطنهم، لقد تم ذبح تلك الشعوب الشقيقة وحُرمت من حقها في العيش على أراضيها الأصلية.
على من يقع اللوم، من يتحمل المسؤولية عن تلك الجرائم المروعة؟ الجواب لا لبس فيه: حكومة تركيا الفتية للإمبراطورية العثمانية مع أيديولوجية التركية القومية التركية والتي كان أحد أهدافها الرئيسية إقامة دولة تركية أحادية العرق وتوسعية والتي بدورها ولدت رهاب الأرمن و لفكرة التخلص من الأقليات العرقية والدينية.
خلال الحرب العالمية الثانية تم تنفيذ الإبادة الجماعية للشعب اليهودي في ألمانيا تحت قيادة النازيين. ستة ملايين يهودي ضحية الهولوكوست بعد الحرب وتم تقديم الجناة إلى العدالة وحُكم عليهم بالعقاب المستحق. كما تم إدانة الأيديولوجية الكامنة وراء الإبادة الجماعية وتم تصنيف النازية بحق على أنها أيديولوجية إجرامية. اليوم لا أحد في العالم يجرؤ على قول أي شيء دفاعاً عنه.
ومع ذلك حالت العوامل التاريخية دون حصول الإبادة الجماعية الأرمنية على نفس الاستجابة العالمية. أولاً في النصف الأول من القرن الماضي افتقرت الحضارة الإنسانية إلى مثل هذه الآليات للعدالة التي من شأنها أن تجعل من الممكن تحميل الدولة المسؤولية عن الفظائع الجماعية مصطلح "الإبادة الجماعية" لم يكن موجوداً في ذلك الوقت. علاوة على ذلك لم تتح الفرصة للشعب الأرمني لمتابعة قضيته. في العقود الأولى التي أعقبت الإبادة الجماعية لم يتمكن الشتات الأرمني من إسماع صوته في الساحة الدولية حيث كان مشغولاً بمعالجة الجروح وإعادة تأهيل الهياكل الوطنية.
حُرمت أرمينيا السوفيتية من فرصة متابعة القضية قبل انتهاء الحرب الوطنية العظمى، بينما تمكن الشتات الأرمن من جعل قضية الاعتراف بالإبادة الجماعية مسموعة على مدى العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك في الوقت الذي كان فيه العالم ثنائي القطب كان يُنظر إلى القومية التركية على أنها ماض تاريخي.
مرت الإبادة الجماعية الأرمنية والأيديولوجية التي كانت وراءها بلا عقاب، نحن نعلم أن الجرائم التي تمر دون عقاب والأيديولوجيات التي تغذيها عادة ما تتكرر وتعاود الظهور.
حرب كاراباغ الثانية والعدوان الأذربيجاني التركي الذي سعى إلى القضاء على الأثر الأرمني في آرتساخ والسياسة الخارجية التوسعية لتركيا والتطلعات الإقليمية تجاه أرمينيا كل ذلك دليل على إحياء أيديولوجيتهم الإبادة الجماعية. إن رهاب الأرمن هو جوهر القومية التركية واليوم يمكننا أن نرى أكثر مظاهره إثارة للاشمئزاز في أذربيجان كما تعززها سلطات ذلك البلد.
كيف يمكننا تحدي التهديد التركي الجديد: فقط من خلال بناء دولة حديثة قوية مع حلفاء أقوياء دولة تقوم على مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون؟ وفي الوقت نفسه ، لا يمكن إنكار أن إدانة الجريمة هي وحدها التي تمنع تكرار هذه الجرائم في المستقبل. نحن نقدر تقديراً عالياً الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية من قبل مختلف دول العالم. ومع ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير هذا على أنه إنكار للحوار الإقليمي، نحن منفتحون على الحوار، ومع ذلك فإن الحوار الذي نتخيله لا يمكن أن ينطلق من موقع القوة لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان مدعوماً بمبدأ المساواة.
لن نشكك أبداً في حقيقة الإبادة الجماعية الأرمنية ولا ينبغي لأحد أن يظن أن أي أرمني أو أي كيان سياسي في كل من أرمينيا والشتات سيتخلى عن ذكرى ضحايانا الأبرياء وسيصبح شريكاً في أنكار الإبادة الجماعية الأرمنية، الاعتراف والإدانة هو السبيل الوحيد لمنع الإبادة الجماعية الجديدة.
أبناء الوطن الأعزاء ،
يوم 24 أبريل يثير حتمية التفكير في ماضي ومستقبل أمتنا إنه الوقت الأنسب للتعرف على أنفسنا وتقييم نقاط قوتنا وأفعالنا.
الخلاصة الأهم هي كما يلي: التحديات التي واجهها شعبنا في بداية القرن الماضي لا تزال قائمة حتى اليوم. كانت حرب كاراباغ الثانية دليلاً حياً على ذلك.
لا يمكننا مواجهة هذه التحديات ما لم نبني دولة ذات اقتصاد متقدم ونظام أمني وسياسي حديث- أرمينيا التي ستوحد جميع الأرمن حولها".







youtube

AIM banner Website Ad Banner.jpg (235 KB)

كلّ المستجدّات    


Digital-Card---250x295.jpg (26 KB)

12.png (9 KB)

عن الوكالة

العنوان: أرمينيا،200، يريفان شارع ساريان 22، أرمنبريس
هاتف:+374 11 539818
بريد الكتروني :contact@armenpress.am