يريفان في 7 أكتوبر/أرمنبريس: تقوم أذربيجان باستمرار بقصف السكان المدنيين في آرتساخ ومدنها وفي الواقع ما سجلناه أيضاً هو نشاط آلاف المجاهدين الإرهابيين وقد سجلنا أيضاً تورط مقاتلة تركية من طراز إف 16 بشكل أساسي، هذا ما قاله رئيس جمهورية أرمينيا أرمين سركيسيان في مقابلة مع شبكة سي إن إن وأضاف إن طائراتهم بدون طيار متورطة على نطاق واسع.
تقدم أرمينبريس مقابلة الرئيس الكاملة:
- بيكي أندرسون: لمعرفة المزيد عن الصراع انضممنا الآن إلى الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان فهو يتحدث من العاصمة الأرمينية يريفان. إنه يتحدث عن الهجمات على مدنها الممتدة من أرمينيا نفسها إلى ناغورنو كاراباغ.
الرئيس سركيسيان: حسناً للأسف هذه حرب بدأتها أذربيجان ضد شعب جمهورية ناغورنو كاراباخ [آرتساخ] وهذه ليست حرباً عادية نراها. أعني هذه ليست نزاعات قصيرة ليوم أو يومين أو ثلاثة أو أربعة كانت تحدث خلال 26 عام بعد الحرب الأولى على ناغورنو كاراباغ والتي انتهت بوقف إطلاق النار في عام 1994. ما هو الاختلاف هنا هو الحجم و اليوم السابع (يأتي في اليوم الثامن) من الصراع لأن أذربيجان بدأت الحرب يوم الأحد قبل أسبوع وهناك بالفعل بعض النتائج الواضحة لذلك. بادئ ذي بدء أظهر صراع الأيام السابع هذا أن أذربيجان لا تكسب شيئاً استراتيجياً، باستثناء خلق فوضى كبيرة وقتل الآلاف من الناس من الجانبين. ثانياً يختلف هذا الصراع بشكل كبير عن الاشتباكات السابقة التي كانت تحدث بين أذربيجان وناغورنو كاراباغ، بدعم من أرمينيا. يحدث ذلك الآن بدعم صريح من تركيا بضباطها العسكريين والجنرالات والمرتزقة والجهاديين الإرهابيين الذين تمّ إحضارهم إلى أذربيجان للقتال ضد ناغورنو كاراباغ وتتظاهر تركيا بقوتها العسكرية بأنهم موجودون هناك فقط من أجل حماية بعض الهياكل اللوجستية الدولية.

-بيكي أندرسون: سنصل إلى تركيا وأردت فقط تحديد ما يجري حتى لو كانت المسؤوليات بأكملها تقع على عاتق أذربيجان، يختلف الكثير من الناس ويقولون إن أرمينيا استفزتهم.
-الرئيس سركيسيان: أعتقد أنه لا يوجد منطق في القول إن أرمينيا استفزت ذلك لأن شعب ناغورنو كاراباغ انتصر في الحرب في عام 1994 وطالب مرة أخرى باستقلالنا الذي أخذ منا طوال 70 عاماً من الحكم السوفيتي من خلال الارتباط بقوة إلى أذربيجان بواسطة جوزيف ستالين. وبعد ذلك مع انهيار الاتحاد السوفيتي بدأنا ندعي، على غرار العديد من الدول الأخرى، بحقنا في تقرير المصير لحكم حياتنا. منذ ذلك الحين كانت هناك مفاوضات لمدة 26 عام بعد وقف إطلاق النار وكانت منصة تلك المفاوضات واحدة من أفضل أو أعلى المفاوضات في العالم-هذه هي مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تشترك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا. كانت هذه المفاوضات السلمية في الأساس تخلق بعض الثقة بين الجانبين وتتحدث في النهاية عن الوضع المستقبلي لناغورنو كاراباغ ومع ذلك منذ أسبوع لهذا السبب أو ذاك يدعي الجانب الأذربيجاني أنه لا يرى أي تقدم في المفاوضات ويدعي أن الأمر يتعلق بوحدة الأراضي. ما هي وحدة الأراضي لقطعة الأرض التي منحها لهم الاتحاد السوفيتي للاحتفاظ بها لمدة 70 عام؟، بينما يعيش أرمن ناغورني كاراباغ هناك لآلاف السنين؟ بالنسبة لسكان ناغورنو كاراباغ، هذه معركة من أجل الحياة لأنهم كانوا يقاتلون ضد جنكيز خان ولينك تيمور والآخرين لآلاف السنين والآن يتعلق الأمر بحياة سلمية على أرضهم.

-بيكي أندرسون: ما رأيكم أن قال الرئيس الأذربيجاني بالأمس فقط- "لن تسمح أذربيجان لأحد باحتلال ناغورنو كاراباغ وهي أرض أذربيجانية ويجب أن نعود وسنعيدها من الاحتلال الأرمني"- ويقول" أذربيجان لن توقف العمليات العسكرية حتى لا تحدد جدولاً زمنياً لإنسحاب"- هل أنتم على استعداد للقيام بذلك؟
-الرئيس سركيسيان: حسناً أعتقد أولاً وقبل كل شيء أن توجيهها إلى جمهورية أرمينيا هو نداء خاطئ حيث يتعين عليهم مناشدة ناغورنو كاراباغ أو آرتساخ كما نسميها، لأن خلافهم مع هذا الشعب. الآن لأمر لا يتعلق باحتلال أرمينيا لأرض ما. هذه منطقة كانت حتى تحت الحكم السوفيتي عندما كانت جزءاً من أذربيجان السوفيتية لمدة 70 عام، كانت الأغلبية المطلقة أعني 95 ٪ من السكان -من الأرمن لأنهم كانوا يعيشون هناك منذ آلاف السنين، فكيف يمكن لأي شخص أن يحتل أرضاً يعيشها منذ آلاف السنين؟ إذن هذا ليس الاستئناف الصحيح ...

-بيكي أندرسون: قالت وزراة الدفاع الأذربيجانية اليوم إنه سجّلت صواريخ على أذربيجان من مواقع انطلاقها في أرمينيا- كيف تفسر هذا يا سيدي؟
الرئيس سركيسيان: لست مضطراً لأن أشرح لأن هذا ليس صحيحاً وفي الواقع كانت أنظمة الرادار وأجهزة الكمبيوتر وكل شيء يسجل طوال الوقت كيف كانوا يقصفون السكان المدنيين ومدينة ستيباناكيرت والقرى وما إلى ذلك. من الأراضي الأذربيجانية وفي الواقع ما سجلناه أيضاً هو نشاط آلاف المجاهدين الإرهابيين وقد سجلنا أيضاً تورط طائرات إف 16 التركية بشكل أساسي وتورط طائراتها بدون طيار على نطاق واسع. إذن الإجابة المختصرة هي أن هذه أخبار كاذبة.
-بيكي أندرسون: تحدث رئيس وزرائكم مع مستشار الأمن القومي الأمريكي روبيرت أوبراين يوم الخميس حول دور تركيا في احتدام الصراع. ماذا كانت نتيجة هذا الحديث وهل تقدم الولايات المتحدة أي دعم؟
الرئيس سركيسيان: حسناً، كان هناك اتصال، كما تعلمون من قبل الرؤساء المشاركين الثلاثة لمجموعة مينسك على المستوى الرئاسي للبلدان المعنية: رئيس الولايات المتحدة ورئيس فرنسا ورئيس الاتحاد الروسي الذين دعوا الجانبين إلى وقف إطلاق النار، إنني أؤيد تماماً دعوة الرؤساء الثلاثة هذه، لكن القضية الرئيسية هنا هي أنه إذا كان هناك فقط هذان الجانبان- الجانب الأذربيجاني وجمهورية ناغورنو كاراباغ بسكانها بالإضافة إلى أرمينيا التي تدعم ناغورنو كاراباغ - عندها فرصة لوقف إطلاق النار في المستقبل والجلوس إلى طاولة المفاوضات. لكن بما أن لدينا المكون التركي ، فهو يدمر كل شيء.
بيكي أندرسون: ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن رئيس وزراء الولايات المتحدة يقول إنه لم يتم فعل أي شيء لمنع تركيا من استخدام مقاتلات إف 16 الأمريكية الصنع ضد الأرمن. إذن ما هو رد واشنطن؟
-الرئيس سركيسيان: أنت تسألني شيئاً ربما يعود إلى مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي للإجابة على هذا السؤال. لقد تحدثت بصراحة عن هذا إلى المجتمع الكبير متعدد الجنسيات إلى العديد من الرؤساء ورؤساء الوزراء في مختلف البلدان مطالبتهم بالتدخل والضغط على تركيا لوقفها للتدخل في المنطقة لأن تدخلهم يؤدي إلى تصعيد حدة الصراع في التعقيد وكذلك خلق شيء سيصبح في النهاية سوريا أخرى من القوقاز. إذا أصبح مكاناً مثل سوريا فليعين الله الجميع. الله في عون أوروبا، الله في عون آسيا الوسطى. سيؤثر على الجميع بما في ذلك تركيا وإيران وروسيا. لذا فإن مناشدتي أنه إذا تمّ تقييد تركيا بمساعدة روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، فعندئذ ستكون لدينا فرصة لوقف إطلاق النار ومزيد من المفاوضات وربما لقوات حفظ السلام وفرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات. لأنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، فلا يمكن إلا أن يكون هناك حل سلمي ودبلوماسي. لكي نكون صادقين فإن التورط التركي في هذا يعطي شعوراً للجميع ليس فقط في ناغورنو كاراباغ، أرمينيا، ولكن في كل مكان حيث يوجد الأرمن وأولئك الأشخاص المقربون من الأرمن، أن تركيا تريد تكرار شيء حدث قبل 105 عام- وهو تطهير عرقي الأرمن من وطنهم وخلق إبادة جماعية أخرى.

-بيكي أندرسون: تركيا تنفي الإبادة الجماعية أتساءل أنكم طلبتم المساعدة من الولايات المتحدة يوم الخميس قبل أن يتم اختبار ترامب إيجابياً لـ COVID-19 هل تعتقدون أنه يريد أن يغمض عينيه عن هذا الصراع؟ هل هذا يقلقكم؟
-الرئيس سركيسيان: لا أعتقد أن واشنطن لا تراقب ما يحدث في القوقاز لأن هذه منطقة حاسمة. إنه ليس فقط مفترق طرق مهم للعديد من الأشياء ولكن أيضاً من حيث الإمداد بالمواد الهيدروكربونية والجانب الإنساني ويحتوي على مصالح حيوية للعديد من الدول. لقد تحدثت عن COVID-19 في سياق رئيس الولايات المتحدة. لذا اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأتمنى للرئيس والسيدة الأولى الصحة الجيدة والتعافي السريع لأن هذا مهم جداً ليس فقط للأرمن ولكن أيضاً للانتخابات في الولايات المتحدة. من خلال تمنياتنا للصحة ،نأمل أن تولي الولايات المتحدة اهتماماً جاداً للغاية لما يحدث في المنطقة. عندما تقول إن تركيا تنكر الإبادة الجماعية، يمكنكم فقط النظر إلى ما قرره مجلس الشيوخ الأمريكي ودول مثل فرنسا وروسيا والعديد من الدول الأخرى التي اعترفت بما حدث تاريخياً، لكن انظروا أيضاً إلى ما يحدث في المنطقة- تركيا متورطة في ليبيا وكانت متورطة في مصر وعبرت الحدود وغزت العراق وسوريا، إنها تتنمر على شعوب ودول البحر الأبيض المتوسط ، لديها الآن توترات مع اليونان وقبرص والآن كاراباغ وأذربيجان وأرمينيا . إن وجود تركيا في أذربيجان وانخراطها يحدث تغييراً كبيراً.
-بيكي أندرسون: قال وزير الخارجية التركي إن على أرمينيا الانسحاب الفوري من هذه المنطقة. هل سيكون الناتو إلى جانب القوات الأرمنية؟ لقد اتهمت تركيا بجلب مقاتلين سوريين للقتال في الجانب الأذربيجاني، ما الدليل الذي لديك حول ذلك يا سيدي؟
-الرئيس سركيسيان: أسأل زملائي في الناتو وكذلك تركيا العضو في الناتو عندما كانوا يوقعون اتفاقية للانضمام إلى الناتو هل تسمح تلك الاتفاقية لتركيا بالتدخل في صراع طرف ثالث بغض النظر عن السبب الذي يدعونه: العراق [المزعوم] مقاتلين من حزب العمال الكردستاني أو حماية خطوط أنابيب الطاقة الدولية؟ هذا هراء لأن أرمن ناغورنو كاراباغ لم يصبوه قط. إذا أرادوا فعل ذلك كان بإمكانهم فعل ذلك قبل 20 عام من خلال منع أذربيجان من جني مليارات الدولارات والتي تم استخدامها بعد ذلك لشراء الأسلحة التي يقتلون بها الآن الأرمن في ناغورنو كاراباغ. هذه نقطة واحدة، ثانياً أعتقد أنه يتعين علينا أن نناشد أولاً وقبل كل شيء إعادة هذا الصراع إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل سلمي. ولا ينبغي أن تكون تركيا حول طاولة المفاوضات، يجب على تركيا الانسحاب من أذربيجان والتوقف عن دعمها، لأنها تصبح مجرد جانب آخر من الصراع. هل الناتو مستعد لقبول أن دولة عضو في الناتو تخوض حرباً ضد أرمينيا؟ لا أرمينيا ولا أذربيجان أعضاء في الناتو. لدينا نوع من الشراكة مع الناتو ويتدخل أحد أعضاء الناتو.

-بيكي أندرسون: وماذا عن الأدلة المتعلقة بإرسال مقاتلين سوريين؟
الرئيس سركيسيان: الأدلة حول المقاتلين السوريين مفتوحة وهي على الإنترنت والحكومة قدمت كل المعلومات اللازمة. إذا أردتم يمكنني أن أطلب من الحكومة إرسالها إليكم أو إلى ممثلكم، إذا لم تكن قد رأيتموها. من الواضح أن هناك تسجيلات فيديو وتسجيلات صوتية وأشخاص تم أسرهم وأشياء أخرى كثيرة، ما الذي يحتاجه المرء أيضًا كدليل واضح؟ وأيضاً لم يأتوا بمفردهم.

-بيكي أندرسون: ماذا عن روسيا؟ ماذا تستطيع روسيا أن تفعل؟
الرئيس سركيسيان: روسيا لديها علاقات تحالف مع كل من أرمينيا وأذربيجان ومرة أخرى ، نأمل أن تمارس روسيا بصفتها عضواً رئيسياً في الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك -ضغوطاً أولاً وقبل كل شيء على تركيا، صيغتي بسيطة للغاية: نحن بحاجة إلى استبعاد تركيا من هذا الصراع عسكرياً وسياسياً. لا أعرف كيف يوجد قصف على الأرض وهناك قتال وتركيا تقدم نوعاً من الردود وتنظم مؤتمرات صحفية وكأنهم جانب من الصراع. إذا تمكنت روسيا من الضغط وبعد ذلك نصح الرؤساء المشاركون الثلاثة أذربيجان وناغورنو كاراباغ وأرمينيا بوقف الأعمال العدائية أعتقد أن ذلك سينجح وآمل أن ينجح وسنعود إلى المفاوضات.
-بيكي أندرسون: شكراً جزيلاً لكم سيدي. كان هذا حواراً مهماً للغاية.