دور إيران في تنويع السياسة الخارجية لأرمينيا

يريفان في 6 مارس/أرمنبريس: لقد تم تدمير النظام الإقليمي القديم ولم يتم تشكيل النظام الجديد بشكل كامل وهذا التحول على المستوى الإقليمي يحدث أيضاَ على المستوى العالمي وعلى خلفية هذه الاضطرابات تواجه أرمينيا تهديدات أمنية جديدة ومن أجل التخفيف منها، من الضروري تسريع إمكانات القوة الاقتصادية والدولة الصغيرة-هذ ما جاء في تحليل استراتيجي:

دور إيران في اتصالات أرمينيا

يجب أولاً الانتباه إلى الحي الذي تسكن فيه. لعقود من الزمن، ظلت أرمينيا تحت الحصار من قبل تركيا وأذربيجان وفي 1993 أغلقت أنقرة حدودها مع يريفان من جانب واحد. وفي عام 2022 أغلقت أذربيجان ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بناغورنو كاراباغ إن اتساق خطوات أنقرة وباكو يؤدي إلى الاستنتاج بأن سياسة الحصار هي إحدى أدوات السياسة الموجهة ضد أرمينيا ولذلك فإن فتح الحدود لن يعني أنها لن تغلق مرة أخرى في يوم من الأيام.

على مدى العقود الماضية، كانت جورجيا وإيران بمثابة نافذة أرمينيا على العالم الخارجي وفي حالة تبليسي، فإن الطبيعة المتحالفة للعلاقات الأرمنية الروسية يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الجيران. كما أن الوجود المكثف لأذربيجان وتركيا في الاقتصاد الجورجي وقطاع الطاقة يمكن أن يؤثر أيضاً على العلاقات بين يريفان وتبليسي. ومن الأمثلة على ذلك الرفض الجورجي توفير المجال الجوي لعبور الأسلحة إلى أرمينيا خلال حرب 2020. في ذلك الوقت اضطرت طائرة تحمل أسلحة من روسيا إلى القيام بدورة طويلة فوق بحر قزوين لإيصالها إلى أرمينيا عبر المجال الجوي الإيراني. لكن جورجيا سمحت لأذربيجان باستخدام مجالها الجوي لنقل أسلحة من تركيا وإسرائيل.

واليوم أصبح التعاون العسكري التقني بين أرمينيا وروسيا عند مستوى منخفض ولم يتم بعد تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية المنصوص عليها في عقد 2021 بالكامل إلى أرمينيا. وفي سياق التنويع في هذا المجال، فإن جهود أرمينيا لتكثيف علاقاتها مع الهند جديرة بالملاحظة ويمكن لإيران أيضاً أن تلعب دوراً مهماً والطريق الوحيد لتسليم الأسلحة الهندية إلى أرمينيا هو عبر أراضي إيران ومجالها الجوي. ليس من الممكن اليوم تسليم الأسلحة بأي طريقة أخرى. ولذلك يظل دور إيران مهماً في سياق استعادة القدرة العسكرية لأرمينيا.

علاوة على ذلك أصبحت الوجهات العربية والآسيوية ذات أهمية متزايدة في الأنشطة الاقتصادية الخارجية لأرمينيا: تعد الإمارات العربية المتحدة والصين من بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لأرمينيا. إن الطريق الأكثر ملاءمة لتسليم البضائع هو عبر الموانئ الإيرانية، التي توفر لأرمينيا إمكانية الوصول إلى المحيط العالمي. ولذلك وكجزء من التنويع قد تحتل الأسواق الآسيوية والجنوبية المتنامية مكاناً هاماً، فإن دور إيران في الاتصالات في أرمينيا سوف ينمو بسرعة.