يريفان في 4 أبريل/أرمنبريس: في مقال افتتاحي لصحيفة لوموند دعا الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن بروكسل إلى تجاوز سياسة تساوي المسافة بين أرمينيا وأذربيجان والتوقف عن كونها جهة فاعلة محايدة ولعب دور في التوسط في المفاوضات نحو سلام دائم للوصول إلى اتفاق بين البلدين.
ووفقاً لراسموسن في حين تركز كل الأنظار على الحرب غير الشرعية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، يحدث تحول جيوسياسي كبير آخر في أوروبا وهذه المرة في جنوب القوقاز.
"على الرغم من الاعتماد التاريخي والاقتصادي والطاقة والعسكري على روسيا والوجود المادي لآلاف القوات الروسية على أراضيها فقد بذلت الحكومة الأرمنية جهوداً جريئة ومنسقة لتعزيز الديمقراطية في أرمينيا وبناء علاقات أوثق مع الغرب الديمقراطي. إن عملية إعادة التوجيه هذه تستغرق وقتاً طويلاً، ولكنها تتطلب أيضاً أن يتبنى الاتحاد الأوروبي استراتيجية أكثر طموحاً تجاه الديمقراطية في أرمينيا ويجب أن يبدأ هذا بإنهاء الفكرة المضللة التي تزعم أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون جهة فاعلة محايدة بين أرمينيا وأذربيجان ويتعين على أوروبا أن تلعب دوراً في التوسط في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام دائم.
لكن نهجها يجب أن يعكس حقيقة مفادها أن أرمينيا اختارت مجتمع الديمقراطيات الأوروبية، في حين تقع أذربيجان في معسكر الأنظمة الاستبدادية العدوانية" وكتب راسموسن في مقالته الافتتاحية: "إن الافتقار إلى الوضوح والطموح الأوروبي يمكن أن يعرض الديمقراطية الناشئة في أرمينيا للخطر ويعرض محورها الجيوسياسي للخطر".
وفي إشارة إلى القمة الثلاثية المقبلة في بروكسل يقول راسموسن: “هذا النهج الجديد يجب أن يبدأ في القمة الثلاثية في 5 أبريل في بروكسل، حيث ستستضيف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
لقد جمدت أرمينيا بالفعل علاقاتها مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا ونظّمت مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة وسعت إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية مع الاقتصادات الديمقراطية، ومع ذلك في أعقاب هجوم أذربيجان على ناغورنو كاراباغ عام 2023 إلى جانب استمرار احتلال القوات الأذربيجانية للمرتفعات الاستراتيجية داخل أرمينيا، أصبح الوضع الأمني في أرمينيا هشاً".