يريفان في 6 مايو/أرمنبريس:"تركيا الآن منقسمة إلى جزئين: جزء أولئك الذين على الرغم من كل شيء يواصلون دعم إردوغان وجزء الثاني ولأسباب مختلفة معارضون له. إردوغان هو أكثر ناشط سياسي انفصالي في تاريخ تركيا الحديث"، هذا ما كتبته الكاتبة التركية الشهيرة اليف شافاك في صحيفة"الغارديان" وذكرت أيضاًأنه قبل مغادرة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو المرتبط بالارتباك في البرلمان التركي حيث جرت مناقشات ساخنة حول الكاتب أوسكار وايلد، الذي لم يعرفه أحد من أعضاء الحزب الحاكم وخلطوا بينه وبين جائزة "أوسكار".
وتقول شافاك: "عندما لا يناقشون وايلد يكونون مشغولين بتبادل اللكمات. وفي المناقشات بشأن سحب الحصانة القضائية (وهو عمل من شأنه أن يؤدي إلى المحاكمة والسجن بحق النواب الأكراد) كان هناك اعتداء على كارو بايلان من قبل أعضاء حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والذي عقّب عليه بايلان قائلاً:"ما لا نستطيع أن ننكره هو ما يلي: هوية الشخص الأرمنية تكشف أكاذيبهم وتستمر في الوقوف بحزم" و تتابع الكاتبة: "من الصعب أن تكون أرمنياً أو كردياً أو علوياً أو يهودياً أو أمرأة أو مثلي الجنس أو أي شخص لا يتّفق مع ما يحدث في البلاد و لا يوجد تنوع في البلاد ويتم التخلص أيضاً من حرية التعبير حيث تُحكم البلاد من قبل "مفهوم الهوية" والذي تم إنشاؤه من قبل القومية التركية ومفهوم الإسلام والاستبدادية من قبل".
وفي إشارة إلى ترك دواود أوغلو لمنصبه تقول شافاك أن إردوغان يريد تحويل النظام إلى احتكار للسلطة والمعارضة مجزّأة وهنالك رقابة كبيرة على وسائل الاعلام الاجتماعية وتركيا هي من بين البلدان الأولى التي تُبعد كتابات من الTwitter وتتابع شافاك: "كل شيء يتغير بسرعة كبيرة في تركيا. نحن الأتراك نعيش حالة "ماذا سيحدث في اليوم التالي؟"، العناصر الأساسية للديمقراطية مع فصل السلطات وسيادة القانون وحرية التعبير لم تعد موجودة".
وهي ترى ثلاثة تهديدات خطيرة على تركيا وهي: الاحتكار المطلق للسلطة وفشل المصالحة التركية-الكرديةو تلاشي العلمانية.
وتضيف شافاك:" في الماضي كانت لدينا الكوميديا السوداء وكانت السياسة دائماً قاسية ولكن كان من الطبيعي أن يضحك الناس على السياسيين. من الآن فصاعداً هذا غير موجود، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن نصف الناس في تركيا يعتقدون أنه من الطبيعي انتقاد الحكومة علناً. عندما سمحت أنجيلا ميركل لإردوغان برفع دعوى ضدّ الصحفي الألماني أرادت أن توجّه رسالة مباشرة للديمقراطيين في تركيا تقول فيها: "أنتم لوحدكم".