يريفان في 19 فبراير/أرمنبريس:"تركيا تتطلع إلى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة ككل من وجهة نظر متلازمة مع التفكير العثماني. والآن هي لا تتأقلم مع فكرة فقدان النفوذ التي تعتبرها من حقوقها". هذا ما قاله الخببير في الشؤون التركية البروفسورآرام أنانيان خلال المؤتمر الأكاديمي-السياسي الذي يعقد في يريفان تحت عنوان "الأزمة السورية السورية و الانعكاسات المحتملة للعلاقاتالروسية -التركية على أرمينيا".
وأضاف: "عندما وقِّعت في عام 1923 معاهدة لوزان انحسرت تركيا في الحدود الجنوبية و حتى في ذلك الآوان كانت هنالك شكاوى من الطرف التركيوكانت لتركيا مطالب في شمال العراق وسوريا. في زممنا الراهن وبدراسة سياسة حزب "العدالة والتنمية" نرى أن هناك فرقاً كبيراً بين الأهداف المعلنة و السياسات التركية حيثجاءت هذه القوة إلى السلطة بشعاراتتعبّر عن الرغبة في حل المشاكل مع الجيران، ولكن مع مواجهة الواقع-سواء داخل تركيا وفي المنطقة- برز وضع مختلف تماماً. تركيا أعلنت"صفر مشاكل مع الجيران" ولكنها حصلت على"صفر جيران و مشاكل جمة"".وقال آرام أنانيان أن تركيا تحاول استغلال قضية الأقليات القومية في سياق التطورات الإقليمية، خصوصاً في شمال سوريا حيث يتواجدتركمان الذين يستخدمون لإخفاء مسألة خطيرة بالنسبة لتركيا وهي القضية الكردية.والتطورات الإقليمية خلقت حالة عند الأكراد تؤدي إلى توقعات الحصول على دولتهم، الأمر الذي يثير قلق تركيا.
وبالعودة إلى التطورات الأخيرة أشار آرام أنانيان أنه بوجود الكثير من المشاكل مع جيرانها فإنه ليس من المفيد بالنسبة لتركيا حالياً إيجاد استقرار سياسي داخل الدول المجاورة لها ووفقاً له عدم الاستقرار مستمد بطريقة أو بأخرى من مصالح تركيا. و في ردٍّ على سؤال عن مدى ضرورة هذهالتطورات الرئيسية لأرمينيا والأرمنردّ أنانيان: "من الضروري في هذا السياق الميراث الثقافي،الأخلاقي و القانوني للطائفة الأرمنية والمحافظة عليها" و أضاف:
"إن المواطنون الأرمن في سوريا هم أحفاد من تعرضوا للإبادة الجماعية وهذا المجتمع هو تذكير دائم لقضية الإبادة الجماعية. اليوم في سوريا هنالك مسألة المحافظة على المجتمع، الكنائس، المدارس و التراث الثقافي. و في هذا السياق بالذات لديناقضية هامة أخرى بالنسبة لنا وهي ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية. قبل 100سنةفيشمالسورياكانت أول "معسكرات التطهير و القتل" حين كان العثمانيون يدمرون أبناء أمتنا. و اليوم تفجير "كنيسة الشهداء" في دير الزور إشارة إلى أن المحرضين للأحداث السورية لديهم موقف سلبي من الذاكرة التاريخية الأرمنية".