المجتمع

الكاتب التركي كمال يالتشين يتأمل اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية

8 دقيقة قراءة

الكاتب التركي كمال يالتشين يتأمل اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية

يريفان في 13أوكتربر/أرمنبريس:"روحي مولعة بك"،"ساري جيلين"، " الناجون"، هذه بعض من أعمال الكاتب التركي كمال يالتشن الذي يتطرّق فيها إلى الأرمن المختبئين و الذين اعتنقوا الإسلام بسبب الإبادة الجماعية الأرمنية. التقيت الكاتب التركي الذي يزور أرمينيا للمرّة الأولى، قرب تمثال كوميداس. وفي وقت لاحق، كلانا أعتبرنا ما حدث له أهمية رمزية حينما اقترب إلينا أحد المارة، ومن دون يقين أن الفرد الآخر هو تركي، عرض شراء واحدة من كتبه التي كانت تحوي إبداعاته عن جبل أرارات. يالتشين استعدّ للشراء و إذا بالبائع ينتفض بعد علمه أن أمامه شخص تركي،و بنتزع الكتاب من يده، قائلاً: " أنا لا أبيع الكتب للأتراك". فقط بعد محادثات مطوّلة تمكنّا من التوضيح أن كمال يالتشين ليس من أتباع أيديولوجية مرتكبي الإبادة الجماعية. على العكس من ذلك، فقد ساهم إلى حد كبير بالكتب التي نشرها، بالتعريف عن الإبادة الجماعية في المجتمع التركي والتوعية بالنتائج الحاصلة في تركيا المتعلقة بالأرمن الذين يخبّئون هويتهم .

بعد وصوله الى يريفان كمال يالتشين -والذي و لمدة 25 عاما درس قضية الأرمن الذي اعتقوا ألإسلام- تحدّث مع أرمنبريس عن مراحل حياته. "لقد ولدت وترعرعت وتلقيت تعليمي في تركيا. هناك في المدرسة لم تكن أي إشاراة عن الأرمن والإغريق و الآشوريين. بعد المدرسة دخلت الجامعة، حيث درست الفلسفة. في تلك الأوقات كنت قد بدأت للتو الكتابة عن الأرمن، ولكن كانوا يذكّروني.. أنهم خونة وهم قتلوا الأتراك في الصميم.لقد مُثّلوا لي كأعداء، وكان هذا كل شيئ أعلمه عن الأرمن خلال دراستي." ويضيف المؤلف التركي أن بعد تخرجه من الجامعة بدأ بإلقاء المحاضرات وأصبح عضواً في نقابة المعلمين وبدأ بتحربر إحدى الصحف اليسارية. وبعد الإنقلاب العسكري في تركيا عام 1980 و لتوقيع مقالات تدعو إلى الأخوة بين الأكراد والأتراك تعرّض للمضايقات وحكم عليه بالسجن حيث اضطر للهروب و الوصول إلى ألمانيا.

يقول: "في تركيا كنت ضمن الأغلبية، ولكن في ألمانيا أصبحت عضواً في أقلية الأتراك و بدأت أدرك مشاعر الأقليات الذين يعيشون في بلادنا. أصبحت آلامهم و معاناتعم واضحة بالنسبة لي، لقد أصبحت شخصا مختلفا. في ذلك الفترة كانت هناك عدائية اتجاه الأتراك حيث كان مكتوباً على الجدران: "ارحلوا أيها الأتراك". وباعتبار كنت محكوماً في تركيا كان ممنوعاً علي العودة لمدة 15 عاماً. وخلال هذه السنوات فهمت جيداً ما معنى أن تفقد المنزل و لا تكون قادراً للعودة إلى الوطن. كانت فترة انتقالية بالنسبة لي حيث بدأت بإدراك ما مدى هول وضع الأرمن المحرومين من وطنهم".

أول كتاب"روحي مولعة بك" كتبه يالتشين بعدما تبين له أن الفتاة -التي كانت تدرّسه علم تربية الأطفال في ألمانيا لأكثر من عامين - هي أرمنية و اسمها ميلينه ،و قد هدا كتابه لميلينه. في وقت لاحق نُشر الكتاب باللغة الأرمنية بعد ترجمته من قبل المطران كاريكين بيزجيان راعي الكنيسة الأرمنية الرسولية في ألمانيا. و يشير الكاتب بفخر أنه لوقتنا هذا ترجم الكتاب إلى 8 لغات. بعد هذا الكتاب الأول تتالت الكتب التي تحكي عن المصير المشؤوم للأرمن بسبب الإبادة.

بالتحدّث عن زيارته لأرمينيا يقول: "بنفس مقدار الدفء الذي يشعر به الأصدقاء ها أنا هنا أشعر بنفس الإحساس"، كما يقول الكاتب. أنّه كان مذهولاً من حبّ الأرمن لجبل أرارات: "رأيت جبل أرارات بعد ما حطّت الطائرة بنا، ثمّ لاحظت اسم أرارات في كلّ مكان، في النبيذ والبنوك و و ... في الطرّف الآخر لأرارات تركيا و هنا أرمينيا، فهو واقف مثل أبٍ يضم أولاده في الطرّفين قائلاً ..حسنا، دعونا يا أولادي نتصالح."

يالتشين يأمل أنه سيتم تطبيع العلاقات الأرمنية- التركية،حيث خلال السنوات الأخيرة ازداد عدد الأتراك المستعدين لمواجهة ماضيهم.و لكنه يلاحظ أن تقويض هذا المسار هو من صنع الحزب الحاكم والرئيس اردوغان. يضيف :"أرمينيا وتركيا اليوم ليستا كما في الأمس. الآن في تركيا الناس تتحدّث عن مواضيع مختلفة، حتّى تتم ذكرى إحياء الإبادة الأرمنية بالمظاهرات. هذه العملية هي بالفعل من المستحيل أن تتوقف، أعتقد وآمل أنه سيتم الإعتراف بالإبادة". و يقول يالتشين بإنّه دائما يستخدم" لغة السلام".

و عن الحادثة يقول:"قبل قليل التقينا رجلاً قرب النصب التذكاري لكوميداس حيث قال.. " لا أبيع للتركي". وأنا أفهمه بشكل جيد جداً، وأتصور أنه سيكون هناك الآلاف من هؤلاء الناس في المجتمع. الرجل عاش في الألم وردة فعله الطبيعي عند أول اجتماع مع تركي ستكون هكذا . كما أنا متأكد أن مئات الآلاف والملايين من الأتراك لديهم موقف سلبي تجاه الأرمن أيضاً. هذه الحالة موجودة و ستكون، لأن الأرمن والأتراك لديهم قتاعات باتجاه بعضهم البعض. إذا سألت أي أرمني ماذا يعني التركي بالنسبة لك فسيجبك "ألم" وهذا أمر طبيعي لأن الأتراك تسببوا بألم كبير للأرمن ولكن علينا أن نخرج من هذا الوضع، ونحن بحاجة إلى التغلب على هذه الحالة".

سببب زيارته إلى أرمينيا هي تقديم عمله "روحي مولعة بك" للمرّة الأولى على مسارح غيومري، فانادزور ويريفان. وكانت هنالك عروض للمسرحية في الولايات المتحدة في وقت سابق.،متحدّثا عن ذلك يذكر المؤلف أنه لشرف عظيم أن يكون أول كاتب تركي الذي سيتم إخراج أعماله على مسارح أرمينيا المستقلة. يقول:"بعد العروض في الولايات المتحدة كانوا الكثير يأتون إلي و يقدّموا إلي الشكر، ولكن أعتقد أنه إذا كان هناك شخص يجب أن يشكركم هو أنا. ككاتب تركي علي أن أشكر أولا كل الأرمن، لأن اللغة التركية التي أتكلم وأكتب بها ابتكره هاكوب مارتايان الذي كان يناديه أتاتورك بهاكوب ديلا. بينمافي الإمبراطورية العثمانية و خلال 300 سنة المهندسون المعمارييون من عائلة باليان كانوا المعتمدين من قبل البلاط الحاكم. المهندس المعماري سنان كافٍ وحده لكي نكنّ شعور الامتنان تجاه أرمينيا والشعب الأرمني. الهندسة المعمارية بتركيا و أي شيء من الحجر المنحوت هي من صنع الأرمن. هنالك مقولة في التركية تقول"-إذا لم تكن المنارة مبنية بيد الأرمني فهي ستنهار".. هذه هي الحقيقة يجب علينا أن نرفع من شأن الأرمن" . كمال يالتشين يريد أن يعرب عن امتنانه لجميع القراءعن طريق أرمنبريس.

وفي معرض حديثه عن الوضع الحالي في تركيا لاحظ الكاتب أن حكومة أردوغان ببساطة أفسدت العلاقة مع جميع دول الجوار و لا يوجد الآن دولة تحد تركيا و لها علاقات طبيعية معها. و يقول: "بوابة تركيا للديمقراطية هي اليونان غرباً و أرمينيا شرقاً".

وخلال المقابلة أعرب يالتشين عن إعجابه بالعاصمة يريفان. "في كل شارع هناك تمثال، عمل فني. رأيت يريفان كمتحف للتاريخ وأود أن أناشد الأمم المتحدة لاعتراف اليونسكو بيريفان كمركز للتراث الثقافي. و يضيف: "الشعب الذي رأى الإبادة و استطاع أن يحرز هذا التقدّم يجب أن يكون مثالاً لشعوبٍ أخرى ثمّ يضيف: "إن الشعب الأرمني هو شعب مشرق".

في نهاية حديثنا كان كمال يالتشين متفائلاً حيث يعرب عن ثقته بأن العلاقات الأرمنية التركية ستتم تصحيحها . و يقول:"في المستقبل يريفان يجب أن تربط بطرابزون، وهذا أمر لا بد منه. في السابق كان الأمر كذلك و سنبني جسراً على نهر أراكس في مدينة أني التاريخية و الشعب الأرمني و التركي سيعبورون الجسر من ضفة إلى آخر. أنا أؤمن بهذا".

أراكس كاسيان

الصوّر لفيليكس أروسداميان

AREMNPRESS

أرمينيا، يريفان، 0002، مارتيروس ساريان 22

+374 11 539818
[email protected]
fbtelegramyoutubexinstagramtiktokdzenspotify

يجب الحصول على إذن كتابي من وكالة أرمنبريس لإعادة إنتاج أي مادة كلياً أو جزئياً

© 2025 ARMENPRESS

الموقع من تصميم MATEMAT