مطالب أذربيجان اتجاه ناغورني كاراباخ خالية من أية حجج تاريخية، قانونية، سياسية و أخلاقية -سيرج سركيسيان-

Armenpress 16:03, 23 أكتوبر, 2015

يريفان في 23أوكتوبر/أرمنبريس: "مطالب أذربيجان اتجاه ناغورني كاراباخ خالية من أية حجج تاريخية، قانونية سياسية وأخلاقية". هذا ما قاله الرئيس سيرج سركيسيان خلال كلمته الإفتتاحية للمنتدى الدولي الثالث لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية و أشار: "شعب ناغورني كاراباغ يكافح من أجل تقرير مصيره  الغير القابل للتصرّف و المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والصكوك الدولية الأساسية الأخرى. منذ قرون كاراباغ الجبلية و بصراع عنيد أثبت حقّه في العيش بحرية و ناغورني كاراباغ أبداً لم يكن جزءاً من أذربيجان المستقلة."

وأوضح الرئيس: ""في عام 1918و بعد انهيار الإمبراطورية الروسية في الخريطة السياسية لمنطقة القوقاز ولأول مرة أضيف اسماً جديداً وهو أذربيجان. وفي هذا السياق  التحدث عن أنّ ناغورني كاراباغ كان ينتمي إلى أذربيجان حتى عام 1918 غير صحيح على الاطلاق، لأن الدولة لم تكن موجودة و رفضت عصبة الأمم انضمام أذربيجان إليها  بسبب عدم وضوح حدودها. حاول أذربيجان إرفاق كاراباخ بالقوة وبين 1918 إلى 1920 ارتكبت الوحدات العسكرية الأذربيجانية المذابح ضدّ السكان الأرمن،  فقط في عام  1920و  في المركز الثقافي في المنطقة - شوشي، قُتل 40 ألف أرمني وتمّ ترحيلهم. هذه المجزرة الرهيبة تركت جرحاً نازفاً عميقاً. الشاعر أوسيب مادنيلشتام كتب "... وهناك من كل الجهات تُرى النوافذ الميتة لأربعين ألف شخص".""  وأضاف سركيسيان: "في عام 1920، كاراباغ وخلافاً لإرادة شعبه وبقرار من اللجنة المركزية- مكتب القوقاز للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي)- الذي لم يكن لديه أدراج السلطة لاتخاذ القرار بإعتباره هيئة فرعية ، وضع المنطقة بالحكم الذاتي داخل أذربيجان. وعلاوة على ذلك، لم يدرج محيط منطقة كاراباخ بالحكم الذاتي و نتيجة لذلك لم يكن لكاراباغ حدود مشتركة مع أرمينيا. في 18 أكتوبر،1991 و بموجب القانون الدستوري في الاستقلال، أذربيجان لغت الأفعال المتّصلة بها خلال عقد الاتحاد السوفياتي وبهكذا أعلنت أذربيجان إلغاء كلّ الأفعال التي تتعلق بناغورني كاراباخ. وما كان المصير المنتظر لأرمن كاراباخ ضمن حكم أذربيجان؟، فمن السهل توقّعه،  فلتصور ذلك يمكن النظر إلى مصير ناخيشتيفان-الأقليم الأرمني الذي ضُمَّ إلى أذربيجان بالقوّة بحكم ذاتي في الحقبة السوفياتية، حيث تمّ تنفيذ سياسة ممنهجة للقضاء على السكان الأرمن و القضاء على المعالم الثقافية الأرمنية. وتجدر الإشارة إلى أن أصول لازاريان كانت من  ناخيتشيفان. وبانهيار الاتحاد السوفياتي شعب ناغورني كاراباغ و بموجب القانون الدولي وأحكام ذات الصلة من تشريعات الاتحاد السوفياتي، أعلن استقلاله من خلال استفتاء، تماماً كما في الجمهوريات السوفيتية السابقة و من ضمنها هو نفسه أذربيجان. بالمناسبة جرى استفتاء أذربيجان للاستقلال بعد استفتاء  كاراباغ. وهكذا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في أراضي جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية نشأ كيانان متساوان قانوناً ومستقلان، هما جمهورية ناغورني كاراباغ الجبلية و جمهورية أذربيجان "

وأشار إلى أن خلال 100 سنة حزيت أذربيجان بفرصة ثانية لإنشاء دولة مستقلة وكرّرت مرة أخرى تجربة عام 1918 و بدءت بعمل عدواني ضد ناغورني كاراباغ  بقصف المدن والقرى الأمنة و ترحيل الأرمن، مشيرا إلى أن المجازر التي أرتكبت ضدّ الأرمن في باكو و سومكايت و كيروفابات صُنّفت من قبل  لأكاديمي أندريه ساخاروف بأنها إبادة جديدة ضدّ الأرمن. و أضاف سركيسيان: "وبمواجهة المقاومة البطولية لشعب كاراباغ وبعد العمليات العسكرية  فقدت أذربيجان الألوف من الكيلومترات المربعة و تحت تهديد فقدان المزيد أُجبرت لبدء محادثات مباشرة مع قيادة كاراباغ. وجرت لقاءات عديدة بين قياديي ناغورني كاراباغ و أذربيجان التي أدّىت في النهاية إلى عقد اتفاقية ثلاثية لوقف إطلاق نار نهائي في نيسان 1994 بين ناغورني كاراباغ، أذربيجان و أرمينيا. وبنفس الشكل في فبراير عام 1995 تمّ التوقيع على اتفاقية تعزيز وقف إطلاق النار و على خلق الظروف المواتية لتحقيق السلام. الوثيقتين تعملان إلى يومنا هذا بإعتبارهما غير مقيدتين بمهلة زمنية. كل هذا يدل على أن قيادة أذربيجان أعترفت بناغورني كاراباغ كطرف في النزاع. و كما ترون عندما تريد باكو حقاً في تحقيق أي نتيجة في قضية كاراباغ،  تقوم بالتفاوض بشكل غير مباشر مع ناغورني كاراباغ ولا تمنع إدراج ناغورني كاراباغ كطرف في النزاع.

مفاوضات حل مسألة كاراباغ تجري تحت شكلية وساطة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة أوروبا للأمن و التعاون باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي لديها التفويض الدولي لذلك. أذربيجان ترفض دائماً المقترحات المقدّمة من الوسطاء ليس فقط للوصول إلى اتفاق نهائي بل المقترحات لاتخاذ تدابير لبناء الثقة. بل أكثر من ذلك تقوم بالتصعيد في خط تماس ناغورني كاراباغ وفي حدود أرمينيا، مما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم مدنيون. مؤخراً رفعت أذربيجان مستوى التصعيد من خلال استخدامها المدفعية الثقيلة. هذه الإجراءات ليس فقط انتهاكات لالتزامات أذربيجان الدولية حول التسوية السلمية عن طريق عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية و إعلان مبادئ القانون الدولي وغيرها من الوثائق، ولكن هي انتهاكات لإلتزامات الاتفاق الثلاثي، متجاهلةً النداءات المتعددة من  رؤساء الدول المشاركة في الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك.

وفي تبريره لموقفه الهدّام أذربيجان يتّكأ بشكل انتقائي على القرارات الأربعة لمجلس الأمن ، التي اعتمدت في عام 1993 أثناء القتال، و يقوم بالتشويه المتعمّدل طبيعة تلك القرارات. الغرض من قرارات مجلس الأمن الدولي والشرط الأهم كان "الوقف الفوري للأنشطة العسكرية والمعادية". فيما يتعلّق لحل الصراع فالصيغة الواردة لا لبس فيها "المواصلة للبحث عن فرص لتسوية ضمن عملية مجموعة منسك"، وهو دليل آخر على عدم أحقية إدّعاءات أذربيجان.

أذربيجان هي من انتهكت  كل القرارات الأربعة بعدم  تنفيذ متطلباتها الأساسية: وضع حد فوري للعمليات العسكرية، والتي بدونها كان من المستحيل تنفيذ قرارات مجلس الأمن وغيرها من الدعوات. في 12 مايو اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه أذربيجان كان بعد عام عن القرار الأول لمجلس الأمن و بعد 6 أشهر عن القرار الرابع لمجلس الأمن . هل من الممكن اعتبار ذلك عاجلاً؟. وخلافا لمتطلبات مجلس الأمن وهي: عدم الحصار، و التسبب بحوادث مستمرة، وأعمال التخريب، وإرسال الفرق الخاصة،و حرب القنّاصة والخطاب المناهض للأرمن وغيرها من "الأعمال العدائية" التي لم تتوقف. وعلاوة على ذلك، في 1993-1994 شنّت أذربيجان أكبر هجوم لها في الشتاء على ناغورني كاراباغ. إذا كان أذربيجان يرغب في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي من قبل الأطراف الثلاثة لماذا نفّذ هذا الهجوم؟

لم يُذكر في أي قرار أن أرمينيا هي طرف في النزاع . فقط  في النداءات الموجهة إلى أرمينيا هناك صيغة  "مواصلة العمل على التأثير" على أرمن ناغورني كاراباغ  لحلّ النزاع. وهذا ما نفّذته أرمينيا بالكامل. وعلاوة على ذلك، تم الاعتراف في القرارات بناغورني كاراباغ كطرف في النزاع.

ويفهم بعبارة "الاتصال المباشر بين الأطراف" في القرارات: إقامة اتصالات بين باكو وستيباناكيرت. وهنا رفض التفاوض مع قيادة ناغورني كاراباغ يعتبر انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن، ولكن هذه ليست بالأخيرة فالقائمة طويلة. كما يطالب القرار "إعادة تأهيل روابط الاقتصاد والنقل و الطاقة في المنطقة". كما سبق أن أشرتت..من بداية النزاع في ناغورني كاراباغ ، أذربيجان و تركيا تنفّذان حصاراً على أرمينيا، و قيادة أذربيجان تعلن أن هذا الحصار هو أولوية السياسة الخارجية لأذربيجان. كما أنّ مجلس الأمن يدعو  على "السماح التام للمنطقة، و خصوصاً المناطق الداخلة في الصراع ، أن تكون خاضعة من دون عوائق لمرمى نشاط المنظّمات الإنسانية بغية تقديم المساعدات "، ولكن أذربيجان تمنع نشاط المنظمات الإنسانية الدولية في كاراباغ. يتضح مما سبق أن أذربيجان لم تفِ بمتطلبات مجلس الأمن الأساسية و لا تزال تستند بوقاحة على تلك القرارات، متخّذةً صيغاً انتقائية خارج سياق النص من بعض تلك الفقرات. أريد أن أنهي كلمتي بالتأكيد على التزام أرمينيا لتسوية النزاع حصرياً من خلال المفاوضات السلمية" .



عن الوكالة

العنوان: أرمينيا،200، يريفان شارع ساريان 22، أرمنبريس
هاتف:+374 11 539818
بريد الكتروني :contact@armenpress.am