يريفان في 29 مارس/أرمنبريس: يشعر سفير الإمارات العربية المتحدة بأرمينيا محمد الزعابي، الذي بدأ خدمته في أرمينيا منذ شهر ونصف، بالإمتنان تجاه كرم الأرمن وابتساماتهم الدافئة. أرمنبريس تحدثت عن المستوى الحالي للعلاقات بين البلدين واعن لرؤية المستقبلية والتعاون الجديد مع السفير المعين حديثاً.

-السيد السفير كيف تقيّمون المستوى الحالي للعلاقات بين أرمينيا والإمارات العربية المتحدة؟
- تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات جيدة مع مختلف دول العالم. العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أرمينيا فريدة من نوعها، وفي السنوات الأخيرة نشهد تطور في تلك العلاقات. بعد افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في أرمينيا تم القيام بعمل جيد وتم التوقيع على عدد من الاتفاقات، وأعتقد أن الدورة الأولى للجنة الحكومية الدولية التي ستعقد في أرمينيا في شهر مايو ستمثل دليلاً حياً على التعاون بين البلدين. ستتيح هذه الجلسة فرصة لإجراء الاتصالات بين رجال الأعمال بالبلدين وكذلك ستتيح المجال للقاءات الخاصة مع مختلف ممثلي الحكومة. تولي وزارة خارجية أرمينيا أهمية كبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات و كانت زيارة الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان إلى الإمارات ومشاركته في "أسبوع الاستقرار" في أبو ظبي ناجحة في شهر يناير، مما زاد بشكل كبير من تعزيز العلاقات بمختلف المجالات. وكانت زيارة وزير الدفاع الأرميني ديفيت تونويان إلى الإمارات العربية المتحدة ومشاركته في معرض الدفاع الدولي "أيتكس 2019" دافع قوي، وكذلك العرض المثير للإعجاب والمميز لحرس الشرف الأرميني والتي رسالة إلى العالم أجمع. إنني هنا منذ شهر ونصف وفي كل مكان رأيت كرم الضيافة، الابتسامات التي تأتي من أجدادكم وأشعر بشعور جيد للغاية.

- ما هي اتجاهات التنمية الاقتصادية في السنوات الأخيرة  وعن ماذا تشير دوران التجارة بين البلدين؟
 - بعد افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في أرمينيا هناك تفعيل العلاقات بمجالات مختلفة، لا سيما في الاقتصاد. أرقام حركة التجارة على النحو التالي: قبل افتتاح السفارة في عام 2014 كان حجم المعاملات بين البلدين 80 مليون دولار فقط ، في عام 2017 وصل إلى 250 مليون دولار، في عام 2018 أمسى حوالي 180 مليون دولار. أعتقد أن حجم التجارة سينمو في عام 2019.
 خلال السنوات الأربع الماضية ركّز التعاون بين البلدين على فتح آفاق جديدة في مجالات مختلفة. من الممكن أن نذكر مجال الاستثمارات،  مجال الاقتصاد، الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة. أعلم أن أرمينيا معروفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، الطب، حيث يمكن التعاون. أعتقد أنه بعد الدورة المقبلة للجنة الحكومية الدولية ستتطور علاقاتنا في مجالات مختلفة.

- في السنوات القليلة الماضية زاد عدد السياح من الإمارات الذين يزورون أرمينيا. ما هي العوامل التي ساهمت في ذلك وما هي الآفاق التي ترونها في المستقبل بمجال السياحة؟
- يوفر الاتصال الجوي المباشر بين البلدين فرصة لتطوير السياحة. خلال اجتماعاتي مع وكالات السفر أدركت أن هناك اهتماماً كبيراً  وغالباً ما يزور الأرمن الإمارات، بينما وفقاً للأرقام الرسمية في عام 2018 زار حوالي 11500 من الأماراتيين أرمينيا.

-في السابق نوقشت مشاركة الإمارات النشطة في أرمينيا في مجالات متعددة وخاصة في بناء الفنادق. ما هي المتطلبات الأساسية التي تلاحظونها في هذا الاتجاه؟ هل سنرى برامج استثمارية إماراتية في أرمينيا قريباً؟
 - هناك فرصة للتعاون في مجالات مختلفة بما فيها هذا المجال. يوجد في أرمينيا فنادق جيدة وأعتقد أن شركات السياحة الموجودة هنا لها دور لجذب السياح إلى البلاد.

- السيد السفير في عام 2020  سيقام معرض دبي إكسبو في دولة الإمارات العربية المتحدة. في أي مرحلة هي الأعمال التحضيرية؟
عن ماذا سيكون تسليط الضوء في هذا الحدث الكبير؟ كيف سيكون شكل مشاركة أرمينيا؟
- معرض دبي إكسبو 2020 هو حدث دولي من شأنه أن يعزز مكانة دبي كمركز عالمي يشمل الفرص الاقتصادية، نحن نرحب بمشاركة أرمينيا في هذا الحدث الهام. أرمينيا هي واحدة من أوائل الدول التي وافقت على المشاركة في هذا المعرض الدولي والذي سيوفر مساحة كبيرة لعرض الطاقة النظيفة، بإستخدام التكنولوجيا الحديثة وكذلك إدخال الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. أكد أكثر من 200 مشارك، بما في ذلك 190 دولة، مشاركتهم في هذا الحدث الذي سيجتمع فيه المجتمع الدولي تحت رعاية  دبي من أجل الابتكار والتقدم البشري. نتوقع أن يكون لدينا 25 مليون زائر وهو عدد كبير جداً. خلال هذه الأشهر الستة تم إجراء استعدادات كبيرة، كما سيتم إنشاء محطات جديدة لمترو الأنفاق إلى ميدان إكسبو لمعارض الخاصة، وقد تمّ بالفعل الانتهاء من 70 إلى 80 ٪ من إجمالي العمل لمشروع طريق 2020. من المخطط أن يكون لمعرض إكسبو 2020 شكل أجنحة طائرة، التي ترمز إلى الابتكار والتقدم. في بعض الأحيان يعتقد الناس أن هذا مخصص للتجارة فقط، ولكن هذا للأجيال القادمة، من أجل تقديمها التكنولوجيا الحديثة. الإمارات مستعدة لاستضافة زوار المعرض  وأعتقد أن أرمنبريس كوسيلة إعلامية أولى ستكون مشاركة في هذا الحدث.

- أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019 عام التسامح في البلاد. ما هي توقعات هذه المبادرة وما هي رسالتها الرئيسية؟
- تهدف المبادرة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الرئيسية المتعلقة بالتسامح، بما في ذلك الاستثمارات البحثية والتسامح الاجتماعي والثقافي والحوار حول الثقافات والحضارات. والهدف هو تقديم تشريعات وسياسات تهدف إلى إضفاء الطابع المؤسسساتي لقيم التسامح الثقافي والديني والاجتماعي وتعزيز التسامح، وفي نهاية المطاف نشر التسامح من خلال وسائل الإعلام. الرسالة الرئيسية للمبادرة هي نشر قيم التسامح في جميع أنحاء العالم.

- عقدت الألعاب الأولمبية في أبو ظبي، عاصمة التسامح، بمشاركة الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف البلدان،
إلى أي مدى يزيد ذلك مستوى الاهتمام والدعم المقدّم للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في المنطقة؟
- استضافت أبو ظبي الألعاب الأولمبية في الفترة من 14 إلى 21 2019 وكان الحدث الأكبر لجميع الأشخاص بذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء العالم. بلغ عدد المشاركين في الأولمبياد 7500 وتزامن عقد وتنظيم الألعاب الأولمبية الخاصة مع إعلان الإمارات العربية المتحدة لعام 2021، الذي يهدف إلى تطوير المجتمع من خلال التركيز على الأشخاص لذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة الذهنية لتمكينهم من الاندماج في المجتمع و لعب دور ناشط من خلال الاستفادة من إمكاناتهم وطاقاتهم. وكانت زيارة البابا لهذا الحدث الهام بمثابة رسالة إلى العالم مفادها بأنه يجب أن يكون هناك تسامح وأن المسيحية والإسلام دينان للتسامح، هناك 202 مجموعة عرقية في الإمارات وبإمكان مواطني 169 دولة الدخول بدون تأشيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وتعتبر الإمارات العربية المتحدة واحدة من أوائل الدول في العالم من حيث المساعدات الإنسانية والخيرية.

 - إذا تطرقنا إلى "مدينة مصدر" والتي يشار إليها غالباً بإسم المدينة البيئية المستقبلية، هل هي مثال توجيهي للتنمية الحضرية وكيف تعتقدون أن هذا النموذج يمكن أن ينتشر في بلدان أخرى؟ ماذا سيعطي ذلك للدول؟
 - "مدينة مصدر" هي أول مدينة في العالم لا يوجد فيها كربون وفضلات وهي أول مدينة تعمل بالطاقة الشمسية، هناك تعاون مع العديد من الدول في مجال الطاقة الشمسية ونحن على استعداد أيضاً للتعاون مع حكومة جمهورية أرمينيا.
تقع "مدينة مصدر" في دولة الإمارات العربية المتحدة بالقرب من مطار أبو ظبي وهي أول مدينة من هذا القبيل في العالم. من المتوقع أن يتم فصل وسط المدينة بواسطة مظلات متحركة ضخمة والجدير بالذكرأن فكرة الحياة كانت مستوحاة من بذور عباد الشمس.
 
- من المتوقع أن يفتح هذا المجمع التكنولوجي آفاق تعليمية جديدة للطلاب من مختلف البلدان، بما في ذلك الطلاب الأرمن. في الوقت الحالي  يوجد أرمن مشاركون في تلك البرامج من أرمينيا، وماذا ترون من آفاق للتعاون في هذا الخصوص؟
 - تشجّع الإمارات العربية المتحدة ومدينة مصد على وجه الخصوص، الطلاب الأرمن للدراسة في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، والتي تُعتبر مؤسسة عليا تركز على الطاقة البديلة والأبحاث البيئية. وتقام  مسابقة مماثلة في الإمارات بهذا الخصوص تحمل عنوان "جائزة زايد للاستقرار"، رسالتي موجهة إلى الطلاب الأرمن لتقديم تصاميم جيدة ومشاريع مبتكرة للفوز بهذه الجائزة.

 - السيد السفير يبدو أن الذكاء الاصطناعي هو أساس ثورة صناعية والعديد من الدول في جميع أنحاء العالم تتخذ خطوات جادة لتطوير هذا الاتجاه. ما هي الخطوات التي تتخذها الإمارات؟ إن لم أكن مخطئة أول وزير في التاريخ سيتعامل مع قضايا الذكاء الاصطناعي تم تعيينه؟ - - نعم  في أكتوبر 2018 تم تعيين السيد عمر بن سلطان العلامة وزيراً للذكاء الاصطناعي وبالتالي أصبحت الإمارات أول دولة في العالم حيث يوجد وزير خاص للذكاء الاصطناعي. تأمل دولة الإمارات العربية المتحدة أن تلعب دوراً رائداً في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير الابتكار ووزير الذكاء الاصطناعي لديه رؤية كبيرة للمستقبل. بعد مرور 47 عاماً على إنشاء دولة الإمارات أولينا اهتماماً كبيراً للتعليم الصحيح وبفضل هذا التعليم الدقيق لدينا وزير للذكاء الاصطناعي سيبني المستقبل. أحد أهم العناصر في الحياة البشرية هو الذكاء الاصطناعي في إبداعاته وفي المستقبل القريب سنرى أن الروبوتات سوف تقود طائرات وليس بعيداً ذلك اليوم عندما سيعمل فيه الروبوت بدلاً من القروي. لقد قمنا بتدريب متخصصي تكنولوجيا المعلومات ومهمتي هي في محاولة لنقل خبرتنا إلى هذا البلد. أرمينيا معروفة في مجال الطب وفي المستقبل سأزور منشآت طبية ليس فقط في يريفان ولكن أيضاً في المناطق.

- مؤخراً منحتم شهادة تقدير لمدير وكالة أرمنبريس للأنباء، ما هي آفاق التعاون في مجال الإعلام؟
- أرمنبريس هي وكالة معروفة في جميع أنحاء العالم وأنتم ترسلون رسالة حب وتضامن من خلال وكالتكم إلى العالم بأسره. لقد لاحظت أنكم تغطون الأحداث الهامة في مختلف البلدان وأشكر موظفي الوكالة على ذلك.
تم منح شهادة التقدير إلى السيد أنانيان لجهوده في التعاون مع السفارة الإماراتية في السنوات الأخيرة. الوكالة تستحق أكثر ولقد أقام السفير السابق روابط قوية للتعاون وأنا هنا لمواصلة عملي الذي أنجزه زميلي. وسائل الإعلام هي مصدر مهم لوعي المجتمع وتكوين تفكيره، مما يؤثر على تكوين الرأي العام. جنباً إلى جنب مع تشكيل الرأي السياسي والعام  تلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في تنمية الدول وتقدّم المجتمعات البشرية.

المقابلة لآني دانييليان

الصور لمخيتار خاتشاتوريان