يريفان في 10 نوفمبر/أرمنبريس: أجرى وزير الخارجية الأرميني إدوارد نالبانديان مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية تحدث عن التوقعات بشأن الاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية الأرمنية من قبل إسرائيل وصراع ناغورنو كاراباغ والعلاقات مع إيران وإسرائيل، فضلاً عن توقعات أرمينيا من إسرائيل وعن المساعدات العسكرية من قبل إسرائيل لأذربيجان.
أرمنبريس يقدم المقابلة الكاملة:
- هذه الزيارة التي قمتم بها والتي أود أن أقول أنها نادرة جداً لوزير خارجية أرمينيا لإسرائيل.
- أنا أود أن أقول إن هذا الأمر نادر الحدوث بالنسبة لاستقبال وزير خارجية إسرائيلي في أرمينيا. لقد قام جميع وزراء خارجية أرمينيا بزيارات إلى إسرائيل. وخدمت لمدة 10 سنوات تقريباً كسفير أرمينيا لدى إسرائيل وهذا هو السبب في أنها ليست زيارتي الأولى لإسرائيل. ويسرني دائماً أن أعود إلى القدس.
لقد كانت فرصة جديدة لنكون هنا بدعوة من رئيس الوزراء ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو. كانت الزيارة قصيرة ولكن مكثفة جداً،عقدت اجتماعات مع رئيس الوزراء نتنياهو، مع وزير التعاون الإقليمي هانيغبي، ووزير شؤون القدس ألكين، ورئيس برلمانكم السيد إدلستين، وكذلك مع نائبة رئيسة البرلمان تالي بلوسكوف، وهي أيضاً رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية بين أرمينيا وإسرائيل.
لقد أتيحت لي الفرصة لرؤية البطريرك الأرمني ولدينا وجود أرمني هام في القدس منذ قرون. وكما هو الحال دائماً، استغلتُ الفرصة لزيارة ياد فاشيم وكرّمت ذكرى ضحايا المحرقة.
زيارة ياد فاشيم، كما قلت ليست المرة الأولى. ياد فاشيم في القدس و تسيتسرناكابيرد في يريفان، يعلمانا، وخاصة للشعوب، مثل الأرمن واليهود، الذين عانوا ومروا من أهوال الإبادة الجماعية، أن لدينا التزام أخلاقي للانضمام في جهود محاربة الإبادات الجماعية الجديدة والجرائم الجديدة ضد إنسانية.

-أريد أن أسألكم بشأن هذه المسألة. ما هي توقعاتكم من إسرائيل فيما يتعلق بالاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية؟ هل أنتم راضون عن الوضع الحالي؟ هل كان هذا موضوعاً خلال اجتماعاتكم هنا في إسرائيل؟
- كان ذلك هو دائماً موضوع حوارنا. وكما قلت مرت دولتانا بأهوال الإبادة الجماعية. كثير من العلماء ويرى العديد من السياسيين كذلك أنه في حالة الإدانة الكافية للإبادة الجماعية الأرمنية ربما يمكن أن يكون ممكناً منع المذابح وغيرها من عمليات الإبادة الجماعية. وهذا هو السبب في أننا بالطبع نتوقع أن تعترف إسرائيل رسمياً بالإبادة الجماعية الأرمنية ونرى أن الناس في الرأي العام الإسرائيلي يؤيدون الاعتراف، بما في ذلك البرلمان. وبالأمس اجتمعت مع رئيس الكنيست وأعرب مرة أخرى عن موقفه الواضح جداً من أهمية اعتراف الكنيست بالإبادة الجماعية الأرمنية.

-أفترض أن إحدى القضايا التي تثار بين إسرائيل وأرمينيا هي العلاقات بين أرمينيا وإيران. كيف تنظرون إلى الموقف الإيراني في الشرق الأوسط وفي المنطقة؟ هل هو لاعب إيجابي في وجهة نظركم؟
- لدينا علاقات جيدة مع إيران المجاورة ونحن نتعاون في مختلف المجالات. وإذ نضع في اعتبارنا أن لدينا حدود مغلقة مع الجارين الأخرين، مع تركيا وأذربيجان، لذلك يجب أن نفهم أن إيران وجورجيا هما الجارتان اللتان لم نقم معهما علاقات طبيعية فحسب، بل تعاون جيد ونقوم بنشر الجهود بهدف تطوير تعاوننا وشراكتنا الثنائية.

- هل يشكل هذا عقبة أمام العلاقات بين إسرائيل وأرمينيا؟
- لا أعتقد أن هذا يشكل عقبة في علاقاتنا الثنائية مع إسرائيل، لأن علاقات إسرائيل مع أي دولة مجاورة لأرمينيا ليست عقبة.

- نحن لا نرى سفيراً لأرمينيا في إسرائيل ولا نرى سفيراً إسرائيليا في يريفان. ما هو سبب عدم تبادل السفراء مباشرة؟
- كان موقفنا واضحا جداً: فبمجرد أن تفتح إسرائيل سفارة في أرمينيا، سنقوم بالمثل ونفتح سفارة في إسرائيل.

-أنا أفترض أن إحدى الصعوبات في العلاقة بين أرمينيا وإسرائيل هي قضية جارتكم أذربيجان. يدعي الأذربيجانيون أنه في الأشهر القليلة الماضية كانت هناك صعوبات في وقف إطلاق النار من خلال انتهاكات وقف إطلاق النار. ما تعليقكم على ذلك: هل أرمينيا تنتهك وقف إطلاق النار؟
- نحن لا نطلب أبداً من الدول الشريكة-الصديقة لنا أن تدعم أرمينيا ضد أي جهة بما في ذلك ضد أذربيجان، وفي ناغورنو كاراباغ نتوقع أن تؤيد الدول موقف المجتمع الدولي وأن تكون متماشيةً معه. وقد منح المجتمع الدولي ولاية للرؤساء المشتركين الثلاثة لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا - الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا - للتوسط في تسوية نزاع ناغورنو كاراباغ وهذا هو الوضع الفريد الذي تبنّته الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا على مستوى رؤساء تلك البلدان، خمسة بيانات عن كيفية حل النزاع بطريقة مفصّلة جداً مع مبادئ ملموسة وعناصر ملموسة تمّ وضعها ككتلة متكاملة ويتماشى موقف أرمينيا مع موقف البلدان المشاركة في الرئاسة ومع موقف المجتمع الدولي.

-موقف المجتمع الدولي هو أن تلك الأراضي أذربيجانية في الأساس، أليس كذلك؟
- هذا ليس موقف المجتمع الدولي. إن موقف المجتمع الدولي، كما قلت، يُعبّر عنه في البيانات الخمسة لرؤساء البلدان الثلاثة للرئاسة المشتركة، ومن الواضح جداً أن الوضع النهائي لناغورنو كاراباغ يجب أن يقرره التعبير الحر لإرادة سكان ناغورني كاراباغ، التي ستكون لها قوة ملزمة كقانون دولي، بما في ذلك أذربيجان. وهذا هو موقف المجتمع الدولي ونحن نعرب عن تأييدنا لهذا الموقف، ولكن أذربيجان لا تفعل ذلك.
وفيما يتعلق بانتهاكات وقف إطلاق النار، وبهذا الموضوع أيضاً موقف البلدان الثلاثة المشتركة في رئاسة مينسك والمجتمع الدولي، بما في ذلك أرمينيا هو أنه يجب علينا أن نحترم الاتفاقات الثلاثية لوقف إطلاق النار التي تمّ التوصل إليها بين ناغورنو كاراباخ وأذربيجان وأرمينيا في 1994-1995 دون قيود زمنية وثلاثة اتفاقات موجودة بشأن وقف إطلاق النار وتوطيد وقف إطلاق النار. وتحاول أذربيجان دائماً ألا تحترم اتفاقات وقف إطلاق النار، بل أن تطرح المسألة أن هذه الاتفاقات ليست سارية المفعول.
وهذا هو الفرق بين موقفنا وموقف أذربيجان. بل إن المجتمع الدولي، من خلال ثلاثة رؤساء مشتركين يطرح المقترحات الرامية إلى إنشاء آلية تحقيق لانتهاكات اتفاقات وقف إطلاق النار. وتؤيد أرمينيا الاقتراح المتعلق بإنشاء آلية للتحقيق في انتهاكات وقف إطلاق النار التي يمكن أن تكون بمثابة آلية للوقاية، بينما ترفض أذربيجان إنشاء هذه الآلية وبالتالي كذلك ترفض موقف البلدان الثلاثة المشتركة في الرئاسة، بالطبع هم (أي الوسطاء) ولا يستطيعون دائماً التعبير عن رأيهم بشأن ذلك علانية ومع ذلك فإنهم يقولون دائماً إن الجانب الذي يرفض إنشاء هذه الآلية للوقاية هو الذي يتحمل المسؤولية عن جميع انتهاكات وقف إطلاق النار.

- ما هي توقعاتكم من إسرائيل فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية أو الصادرات العسكرية لأنني أعلم أنها كانت قضية بين البلدين.
- إن تجارة الأسلحة ليست تجارة للخضراوات وأن هذا النوع من التجارة تكون دائماً لديها الجانب الأسود، وهو ما يمكن أن يكون له بعض العواقب السلبية. المهم في علاقات أرمينيا مع إسرائيل أنه ليس لدينا من المحرمات لمناقشة جميع الأسئلة، حتى المسائل الحساسة  نناقشها علناً ونحن نحاول إيجاد سبل للخروج.

-ما هو توقعكم من إسرائيل في هذا الصدد؟
-قلت ما يمكنني أن أقول، نحن تتناقش بطريقة مفتوحة جداً وإيجابية للغاية.